مصطفى دربان
عدد المساهمات : 659 تاريخ التسجيل : 23/11/2010 الموقع : fedimost@hotmail.fr
| موضوع: Comment raconter l'histoire de vos enfants الأحد 30 يناير 2011, 00:24 | |
| لعله من الضروري هنا أن نطرح هذا السؤال : هل الأكثر فائدة للطفل أن يقرأ القصة أو أن يسمعها مروية محكية؟ وتأسيسًا على هذا التساؤل، يجب علينا ألا نغفل أن القراءة هي نور العقل، وجلاء الوجدان، ومادة المعرفة، وأساس العلاقة الصحية بالكتاب والأقلام والأوراق.لكن تبقى الرواية والحكاية والقصّ.. هي المادة الأكثر لطفًا والأسرع تأثيرًا، والأعمق جذبًا في تكوين العلاقة الودية بين المربي والأطفال.
وهذا المدخل يعتبر كافيًا لتنمية حب القراءة عند الأطفال، وترغيبهم فيها، وفتح آفاق الاطلاع الواعي أمامهم. حبذا لو كان هذا القصص المروي من الآباء والمربين هو القصص الذي سيقرؤه الطفل فيما بعد، وفي ذلك إفادة كبيرة في ربط الطفل بالنص المكتوب، وتسهيل قراءته وهضمه بالنسبة له، ولا ينبغي هنا أن يتعلل أحد بأن ذلك «سيحرق» أحداث القصة بالنسبة للطفل، وسيطفئ عنصر البهجة والإدهاش وحب الاستطلاع لديه.ذلك لأن الحكايات والأقاصيص هي أولى مواد التربية والتسلية، بدءًا من أناشيد الهدهدة، وترانيم الأم الحنون، وانتهاء برواية القصص والملاحم، وأحداث السير والبطولات والطرائف والنوادر، التي تغمر الطفل بهجة، وتملؤه سعادة وتنمي لديه حب القراءة، وتأخذ بحواسه جميعًا إلى الإقبال على الكتب، والإحاطة الجيدة بأحداث قصصها، وما تشير إليه الصور والرموز المصاحبة لها، ومن ثم الوصول إلى قراءة مثمرة ممتعة ومفيدة.وحكاية القصة وروايتها فن جميل، يمتع الراوي والمستمعين، ويقيم بينهم جوًا ودودًا دافئًا، يسهل من خلاله التأثير والتأثر، عبر خطوط تربوية ناجحة، تفتح جميع المسام الاستيعابية للأطفال، بما تثير فيهم من نشاط ذهني، وإدراك معرفي، بعيد عن أجواء التلقين ومقاعد التعليم، الثقيلة على مكونات الطفل الوجدانية، حيث يمنحك الطفل قدراته وحواسه بسهولة ويسر وطواعية، من خلال القصص اللطيف الجميل.ونظرًا لخطورة هذا الفن، وحتى ننجح في رواية القصة لأطفالنا، ولكي نتحصل على الفائدة المرجوة من ورائها شكلاً ومضمونًا، ثمة عدد من آليات هذا الفن الجميل، يجب على الوالدين والمربين، التمتع بها في الرواية والإلقاء والشكل والمضمون، وهناك عدد من المحاذير التربوية، من الضروري أن ننتبه إليها، وإلا وقعنا في المحظور منها.أولاً: للقصة تأثيرها البالغ في نفوس الأطفال البرءاء، ومن ثم فإن تصديقهم أحداثها هو أول ما ينبغي أن يفطن إليه الآباء والمربون، لذا، فإن هناك حذرًا شديدًا ينبغي أن ننبه إليه.. من الوقوع في التناقض، أو اختلاف أحداث قصة ما عند إعادة روايتها للأطفال، لأن راوي القصة هنا لن يكون في نظر الطفل إلا ذلك «الكذاب» الكبير الذي يحاول أن يوهمه ويضحك عليه.ومن تجربة شخصية لي مع أولادي، عندما كنت أروي لهم بعض القصص التي أبتدع لهم أحداثها ووقائعها في التو واللحظة، فتعجبهم وتمتعهم، وبعد أيام يطالبونني بإعادة حكايتها لهم، فأنسج لهم أحداثًا جديدة غير واع لما استقر في أذهانهم مما سبق للأحداث نفسها التي أعجبتهم، ففوجئت بولدي «مصعب» يقول لي بكل امتعاض أنت كذاب يا أبي. ولن أحدثكم عن «الورطة» التي وقعت فيها، لعلاج ذلك الخطأ التربوي الجسيم الذي ارتكبته غير مقدر لعواقبه الوخيمة، ومنه تعلمت هذا الدرس القرآني الفريد {إنَّ هّذّا لّهٍوّ پًقّصّصٍ پًحّقٍَ} [ آل عمران :62].ثانيًا: ليست القصة هي ذلك الحدث، أو تلك الواقعة، أو هذا الشخص الذي تروي لهم عنه، إنما القصة هي ذلك الثوب الجميل الذي تلبسه هذه الأحداث، وتلك الوقائع وهؤلاء الأشخاص، ومن ثم فالقصة شكل جميل، كما أنها مضمون صحيح في الوقت نفسه.ثالثًا: ينبغي ربط الأحداث والمواقف بعناية بالغة، وألا تترك شيئًا أساسيًا من أحداث القصة الأساسية، إلا عن عمد ذكي، وهدف أصيل، غايتك من ورائه الاستنتاج والاستنباط، فإذا أغلق الموقف على الطفل، فعليك بالالتفاف الواعي حول هذا الحدث، دون إشعار الطفل بعدم الفهم، وقلة الإدراك، ولن تعدم طريقة لتدارك هذا الملمح التربوي بلطف ورشاقة، بعيدًا عن التكلف والاصطناع.رابعًا: يتوقف نجاح القصة إلى حد كبير، على أسلوب حكايتها، وسرد أحداثها، وتصوير شخوصها، ورسم أجوائها وفنية التعبير عنها، وطريقة عرضها من خلال الصوت بدرجاته المختلفة، واستخدام إشارات الوجه واليدين ومحاكاة الحركات والأصوات، وإبراز المشاعر والانفعالات، جذبًا للانتباه، وقطعًا للملل والسأم، ومعايشة للمواقف المرسومة بعناية، دون انفعال زائد أو تبسيط بارد.خامسًا: إشعار الطفل بذاته في أثناء «الحكي»، ومحاولة إدخاله في أحداث القصة، فلا يجب أن تجعل منه مستمعًا فقط بل دعه يشارك في المواقف والمشاعر، من خلال ضرب الأمثلة، والربط بينه وبين بعض أحداث القصة، ومحاولة نقل القصة إلى واقعه، أو نقله هو إلى واقعها، بلماحية وحيطة وذكاء.سادسًا: ضرورة إشراك الأطفال في استخلاص الدروس التربوية المستفادة من القصة، وتقرير بعضها بوضوح وجلاء، حتى يستقر الهدف النهائي منها في أذهانهم ووجداناتهم مع الثناء والتشجيع والمدح لما استخلصه الأطفال من دروس، والتفنن في تجميع الأفكار والمشاعر على الهدف الأساسي والدرس النهائي من القصة، ألا ترى نبي الله شعيبًا، حين جاءه موسى عليه السلام، وقص عليه ما كان من أمره من بني إسرائيل، وخوفه القتل والمطاردة فيما يرويه القرآن الكريم حيث يقول عز وجل {فّلّمَّا جّاءّهٍ $ّقّصَّ عّلّيًهٌ پًقّصّصّ قّالّ لا تّخّفً نّجّوًتّ مٌنّ پًقّوًمٌ پظَّالٌمٌينّ} [ القصص:25] فكانت الطمأنينة والأمان، هي التعقيب التربوي لقصة الخوف والمطاردة.سابعًا: ولكي ينجح الراوي في حكايته للأطفال، عليه أن يتحين الأوقات المناسبة التي لا يعترض فيها أنشطتهم، أو يغالب فيها مللهم وضيقهم، «كان رسول الله [ يتخولنا بالموعظة مخافة أن نسأم».فمراعاة الأعمار والأوقات والأفهام، ومراعاة طول القصة أو قصرها، وثقل أحداثها أو لطفها، وتقبل الأطفال لها أو إعراضهم عنها، كل ذلك يجعل من القصة المروية عالمًا حيًا نابضًا، وعرضًا فنيًا جذابًا، تنساب من خلاله الدروس التربوية بلطف ويسر وسهولة، وتتسلل إلى نفس الطفل بفاعلية وحب وإمتاع {فّاقًصٍصٌ پًقّصّص لّعّلَّهٍمً يّتّفّكَّرٍونّ} [الأعراف:176]
| |
|
hégélienne
عدد المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 13/01/2011 العمر : 38
| موضوع: رد: Comment raconter l'histoire de vos enfants الإثنين 31 يناير 2011, 05:20 | |
| merci pour le sujet cher ami
bonne journée | |
|
مصطفى دربان
عدد المساهمات : 659 تاريخ التسجيل : 23/11/2010 الموقع : fedimost@hotmail.fr
| موضوع: رد: Comment raconter l'histoire de vos enfants الإثنين 31 يناير 2011, 09:32 | |
| | |
|