تنظر البيداغوجيا الحديثة إلى الخطأ نظرة إيجابية, و هي
بذلك أحدثت نقلة متميزة في التعامل مع مشكلات التعلم لدى المتعلم. فالخطأ أصبح
عبارة عن رسالة تعبر عن شكل مسار التعلم و تفصح عن وجود صعوبة ما يواجهها المتعلم
في تحقيق أهدافه.
الخطأ إستراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد
وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال تعلمه،
وما يمكن أن يتخلل هذا التعلم من أخطاء.
الخطأ إستراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا
وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.
مقدمة
إن معلم اليوم و لأسباب عديدة ينبغي له أن يكون ملما
بثالوث العملية التعليمية / التعلمية ،حتى يتسنى له القيام بدوره على أحسن ما يرام
، و نقصد بذلك معرفة خصائص و مهام كل من المعلم و المتعلم و المعرفة ، أو قل
التمكن من الديداكتيك ( التعليمية ) ، و البيداغوجيا ، و الابستمولوجيا أي معرفة
خصائص التعامل مع المتعلم ، و مع المادة التعليمية ، و مع التعلمات أو الأنشطة
المشرف على نقلها أو إثارتها أو الدفع لبنائها..
كما أنه ملزم بمعرفة ما يرتبط بمقاربة الكفاءات من
بيداغوجيات وهي كثيرة منها بيداغوجيا المشروع ، و الوحدات ، و تنشيط الفوج ، و
الإدماج .. و بيداغوجيا الخطأ.
هذه المعرفة ليست مقصودة في ذاتها بل لذاتها ، أي من أجل
ممارستها في حجرات الصف و مع المتعلمين ، إذ أن الكفاءة معرفة و مهارة و معرفة
سلوكية.
و منه فما هو الخطأ ؟؛
و ما هي مسببات وقوع المتعلم في الخطأ ؟ ؛
و كيف نتعامل مع هذا الخطأ ؟
نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة و غيرها في هذه المداخلة
المتواضعة
تعريف الخطأ
الخطأ دلالة على وجود حالة فكرية لدى الفرد تمنعه من
التعاطي مع الحقيقة كمعطى ايجابي..
ومن المنظور البيداغوجي التربوي يمكن اعتبار الخطأ حالة من
المعرفة الناقصة نتيجة لسوء فهم أو نتيجة لخلل في سيرورة التعليم والتعلم
قد يكون الخطأ
1. فارق عن معيار معين.
2. الخروج عن المألوف من الاستعمال.
3. الخروج عن قواعد
4. أخطاء في إنتاج.
مصادر الخطأ.
1. مصدر ابسمولوجي :
تعقّد المعرفة أو المفهوم المدرًّس و صعوبة هذا المفهوم
في ذاته قد تكون مصدرا لوقوع التلميذ في الخطأ.
2. مصدر تعاقدي :
قد تنتج الأخطاء عن غياب الالتزام بمقتضيات العقد
الديداكتيكي القائم بين المدرس المتعلم إزاء المعرفة المدرسة .(غياب أو لبس في
التعليمات المحددة لما هو مطلوب من التلميذ).
3. مصدر استراتيجي :
ويقصد به الكيفية التي يتبعها أو يسلكها التلميذ في
تعلماته وإنجازاته.
4. مصدر نمائي :
قد يخطئ التلميذ لأننا ندعوه إلى إنجاز عمل يتجاوز قدراته
العقلية ومواصفاته لوجدانية المميزة للمرحلة النمائية التي يعيشها.
5. مصدر ديداكتيكي :
1. إن الأسلوب أو الطريقة المتبعة في التدريس قد تجر
التلميذ للخطأ؛
2. طبيعة المحتويات المعرفية ؛
3. الأهداف التعلمية ؛
4. نوع التواصل القائم بين المعلم و التلاميذ ؛
5. الوسائل التعليمية ؛
6. تكوين المدرس..
فرضيات حصول الخطأ
1. مصادر مرتبطة بالمدرس
• نسق تعليم سريع ؛
• اختيار غير مناسب للأنشطة ؛
• عدم تنويع الطرائق والوسائل ؛
• عدم القدرة على التواصل ؛
• غياب التوازن الوجداني ؛
• تصور سلبي للهوية المهنية ؛
• تصور سلبي عن المتعلم والمحيط ....
2.مصادر مرتبطة بالمتعلم
• مجرد سهو أو عدم انتباه ؛
• عدم اكتساب المفهوم المستهدف بما فيه الكفاية ؛
• ضعف دافعية التعلم ؛
• عدم القدرة على التواصل ؛
• ضعف في المدارك الذهنية أو في الوظائف ؛
• مرض مزمن أو أي حالة صحية ؛
• حالة اجتماعية متوترة .....
3.مصادر مرتبطة بالمعرفة
• تجاوز المستوى الذهني للمتعلم ؛
• عدم التلاؤم مع ميول المتعلم ؛
• عدم إدراك المتعلم لشرعية المعرفة أو لقيمتها العلمية
ومردودها النفعي .
2.
مبادئ بيداغوجيا الخطأ :
3.
الخطأ البيداغوجي لا يعني عدم المعرفة و لكن يعبر عن
معرفة مضطربة يجب الانطلاق منها لبناء معرفة صحيحة.
الخطأ الذي يرتكب في وضعية تعلم لا يتكرر في وضعيات
حقيقية.
الخطأ خاصية إنسانية .
الخطأ شرط للتعلم.
من حق المتعلم أن يخطئ. . .
الخطأ دو قيمة تشخيصية.
المتعلم هو الذي يكتشف أخطاءه بنفسه و يصححها ذاتيا مما
ينمي لديه قيم الثقة بالنفس و إتحاد القرار...
لا يمكن تفادي الخطأ في سيرورة التعلم .
4.
استراتيجية تجاوز الخطأ
5.
تدعو بيداغوجيا الخطأ إلى إتباع منهجية علمية للتعامل مع
الخطأ،ويمكن تلخيص الخطوات المنهجية فيما يلي:
• تشخيص الخطأ ورصده.
• إشعار المتعلم بحدوث خطأ واعتبار ذلك أمرا طبيعيا يتطلب
المعالجة .
• تحديد مجال الخطأ و المفاهيم والمعارف المرتبطة به.
• تصنيف الخطأ وربطه داخليا بمصدر (نمائي، تعاقدي،
ديداكتيكي، إبيستيمولوجي، استراتيجي) وخارجيا بمرجعية (الوضعية، التعليمات،
العمليات الذهنية، المكتسبات السابقة)
• تأويل أسباب الخطأ ومصادره .
• اقتراح استراتيجية لمعالجة الخطأ وإشراك التلميذ في
تصحيح خطأه بنفسه.”
يقول طاغور: "إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ فالحقيقة
ستبقى خارجه".
يقول باشلار: ”الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه". ”
يصبح الخطأ فرصةلبناء التعلم إذا ما تم ".
1- الاعتراف بحق التلميذ في ارتكاب الخطأ
2- الانطلاق من الخطأ سعيا إلى هدمه وتعويضه بالمعرفة
العلمية الجديدة،
3- تحديدالخطأ بدقة.
4- الحرص على وضع فرضيات تفسيرية
5- العزم على تنويع الممارسات البيداغوجية بالقسم
6 - تبني موقف المطبق المفكر
6.
خلاصة :
7.
نظرة البيداخوجيا للخطأ :
تنظر البيداغوجيا الحديثة إلى الخطأ نظرة إيجابية، و هي بذلك
أحدثت نقلة متميزة في التعامل مع مشكلات التعلم لدى المتعلم، فالخطأ أصبح عبارة عن
رسالة تعبر عن شكل مسار التعلم و تفصح عن وجود صعوبة ما يواجهها المتعلم في تحقيق
أهداف