إنزكان مدينة من حروف

إنزكان مدينة من حروف

إلى
أصدقائي و زملائي:

انزكان
تلك المدينة التي أتيناها بقليل من الأمل، بقليل من الصبر، تلك الزحمة التي نختنق
في جوفها، نحن أولائك الذين ألفوا شساعة المكان، وقساوة الظروف، انزكان كانت صغيرة
في عيوننا، غصة فى حلقنا، ضيقا في قلوبنا، انزكان كانت و كانت ما كانت، لكن... دون
أن نشعر كبرت بيننا و أصبحت معنا و سرت في أعماقنا سريان الدم في الشرايين،كانت
مخدرا كانت نفحة من النفحات، نسمة من النسمات ، لوحة من اللوحات رسمتها ريشة عظيمة
من أياد عظيمة،أيادي فنانين من مختلف الأمصار عبد الكامل بولمال، مصطفى
الادريسي،حميد القايدي، ياسين بولعاقل،خالد الجبوري،محمود العصيدة،عبد الصادق
الصحراوي، ابرهيم أوتسلمت،عبد الله مسامير، رشيد الحبادي، حسن الناجي و آخرون ممن
عزفوا على أوتار القلب أحلى النشيد، و ضاعوا في أعماق قلوبنا ضياعا مباركا محمودا،
و تربعوا على عرش الخصال الحميدة فكانو ملوكا، للملك رعاة، و لحمايته سعاة،
تقاسمنا معهم حلاوة المأكل و عذوبة المعشر واكتوينا جميعا بنار المركز،و احترقنا
بلوعة الحب العفيف الذي نستشعره في دواخلنا حتى جد الجد و دقت ساعة الفرااااق،
ففديناهم بدمع من العين مدرف،اليهم جميعا أقول كنتم زمانا يصعب عده، و مكانا
يستحيل حده، وبستانا يانع ورده،أنتم نسيمه و هواؤه و ماؤه، أنتم الحياة حين تقرر
الحياة أن تغادر، جمعتنا بكم صور سأظل أحفظها سطورا من الشعر منظوم...

إلى
تلامذتي:

كنتم
عصافير جميلة تغرد أحلى الأغاني في بستان أنتم مالكوه، كنتم روحا و ريحانا، كنتم
حسنات تجودون بالحسنات، أرختم لجيل من الأخلاق و الفضائل و المحاسن، أحسنتم في كل
شيء، ووفيتم في كل شيء، هدوؤكم بركات، شغبكم نسمات، غيابكم فراغ في الذاكرة،
وجودكم حق معلوم، أبدعتم في كل شيء و لم أحسن الإبداع لحظة الوداع فلم أودع،
فليسعد الحال مالم يسعد المقال، و اغفروا زلة أستاذ أحبكم بصدق و استمتع معكم بحق،
و شكل معكم وفاء جميلا، فأملي أن نلتقي في لقاء قريب...

إلى
أساتذتي:

بوهكو،
بازي، بن زروال، بوتكلاي، أمرير، الماحي، باسو، أوحميدة، الى الغالية عطوف التي
هبت علي كعاصفة من العواطف، تعطف حينا و تجود أحيانا، أعجب لسيدة زادها علم و
رأسمالها تواضع ولن أنسى إشراقتها كل صباح و هي تفرق البسمات مجانا و بطيب
الخاطر...

إلى
كل أساتذتي و إلى من سقط من ذاكرتي سهوا أقول:

كنتم
قناديل الذاكرة غصبا، كنتم حماة للعلم في زمان تكالب عليه الذئاب من كل جانب،كنتم
مرآتنا، كنتم حياتنا الجميلة، كنتم حقيقتنا في وقت تضاربت فيه الحقائق و تعددت.

أعذروني
فقد لا أحسن القول في هذا المقام، هذا المقام الذي أبت فيه اللغة أن تطاوع،وامتنعت
الكلمات أن تبايع، فخصالكم يستحيل أن تضمها كبرى المجامع، و فراقكم فديناه بقطر
المدامع.

أنها
جلالة اللحظة، أن يصمت الصمت في زمن الكلام ، فرب دمعة أبلغ من البيان....

إسماعيل الوعرابي

من انزكان

في الطريق الى ورزازات

09/07/2011
12:28

» منتدى أساتذة اللغة العربية بنيابة إنزكان أيت ملول
» هدية إلى مؤطري شعبة الرياضيات بالمركز التربوي الجهوي إنزكان
» نشيد لتعليم حروف الهجاء