التحليل في فلسفة فيتجنشتاين:
لقد كانت فلسفة
فيتجنشتاين واحدة من الفلسفات التحليلية التي
اِنطلقت من تحليل اللغة باِعتبارها الركيزة الاساسية في نشوء القضايا
الميتافيزيقية وبالتالي الى نشوء مشاكل الفلسفة من هنا كان تركيز الوضعية المنطقية
عامة وفتجنشتاين بخاصة على أنشاء لغة موحدة منطقية تكون هي البديل الذي نستطيع من
خلاله التعامل وبنجاح مع مشاكل الفلسفة وبصورة خاصة من أجل تلافي ذلك اللغط وسوء
الفهم والاستخدام للغة وكانت الصورة التي قدمها في كتابه (الرسالة المنطقية
الفلسفية ) تراكتاتوس هي الصورة التي كانت الاساس الذي بنى عليه لغته الخاصة .
أما فيما يتعلق بتحليل
اللغة لديه فاللغة هي تصوير للعالم الخارجي واللغة تنقسم الى عبارات وقضايا كما
العالم ينقسم الىوقائع ، هناك قضايا بسيطة وهي القضايا الاولية أو الذرية كما لابد
من وجود وقائع ذرية تقابل تلك القضايا الاولية بحيث يتوقف صدق أو كذب القضية على
وجود أو عدم وجود مثل هذه الوقائع .
اِن مثالية فتجنشتاين
قائمة على أساس من نظرته الميتافيزيقية التي تتناول في ضوئها كل من العالم واللغة
بالتحليل وهي نظرته الذرية المنطقية اِذ قد ترتب على هذه النظرة قوله بالنظرية
التصورية للغة على أساس أن القضية الاولية تكون رسما يصور واقعة ذرية وترتب على
ذلك أن يكون تحقق القضية بمقارنتها بالواقع الخارجي وهو المعيار الذي بناءا عليه
يتبن صدق أو كذب القضية . اِن حدود اللغة التي أعبر بها عن هذا الواقع وتكون حدود
لغتي هي حدود هذا الواقع الخارجي الذي تصوره اللغة يعد وقوعه في خبرتي . وفي هذا
المعنى يقول فتجنشتاين (اِن معنى العالم هو عالمي يتبدى في الحقيقة القائلة بأن
حدود اللغة (اللغة التي أفهمها) تعني حدود عالمي ).
مجلة جامعة بابل ، العلوم الانسانية المجلد 19 العدد 2 ، 2011
رافد
قاسم هاشم
جامعة
بابل – كلية الفنون الجميلة