[إن
بيداغوجيا الإدماج بمفاهيمها وآليات اشتغالها لا تحدث قطيعة مع الممارسات
التربوية المألوفة في أقسامنا، بل إنها تتبناها وتعتمد عليها، في مرحلة
أولى من خلال إرساء التعلمات الجزئية أو ما يصطلح عليه بالموارد، لتنتقل
في مرحلة ثانية إلى تنمية كفايات المتعلم من خلال التعامل مع وضعيات
إدماجية حقيقية ذات دلالة ومعنى بالنسبة للتلميذ.
ويجذر التذكير في هذا المقام، أن تبني هذه البيداغوجيا لا يعني تغييرا جزئيا أو كليا للبرامج
والمناهج والكتب المدرسية بل هناك عمل دؤوب قام به مجموعة من الفاعلين
التربويين معززين بخبرة وطنية من أجل إعادة قراءة البرامج المهتمدة
الرسمية وتحليليها من أجل إبراز الكفايات، الت يستشكل الإطار المرجعي
إنتاج الوضعيات الإدماجية مع الحرص كل الحرص أن تكون وضعيات إدماجية
مستوحاة من الحياة اليومية للتلميذ المغربي وتتجاوب مع انتظاراته
واهتماماته.
ويجب التأكيد على أن هذا المشروع لا يهدف إلى التعميم الفوري لبيداغوجيا
الإدماج، بقدرما يهدف إلى تمكين هيأة التدريس من الاحتضان التدريجي لهذه
البيداغوجيا مع العمل على تنمية مهاراتها وتحسين أساليبها البيداغوجية بهد
التصريف البيداغوجي الأمثل للمناهج التعليمية المراجعة في ضوء الكتاب
الأبيض وفق مدخل المقاربة بالكفايات. [المازوني]